أرشيف

هل المبادرة الخليجية من أسباب تأخر قيام الثورة؟

الوثائق التاريخية تؤكد ان السعودية والقبيلة كانتا من أهم القوى التي أفشلت ثورة 48 وكذلك كانتا من أهم القوى التي أجهضت ثورة سبتمبر حين فرضت التيار الملكي للمشاركة في الحكم وكانت من أهم القوى التي أطاحت بدولة الوحدة الجمهورية اليمنية حين فرضت التيار السلفي كشريك بديل عن القوى السياسية التي حققت الوحدة اليمنية واليوم تواجه ثورة الشباب في اليمن توجهاً سعودياً معادياً لها من اجل بقاء نظام صالح من خلال فرض شخصيات مفرخة تابعة لها داخل صفوف الثورة التي تتفق معها في مواقف تختلف معها في مواقف أخرى وكانت المبادرة الخليجية من المبادرات التي عملت على تأخر قيام الثورة والتي لها أكثر من سبعة اشهر وهي مستعرة ولكن لم تحقق اي تقدم يعود بأي فائدة لصالح الثورة او الوطن اليمني، لكن الجديد في أمر ثورة اليوم ان القبيلة أصبحت مناصرة لثورة الشباب وانخرطت فيها.. فإلى أراء ورواد الفكر والسياسة والتوجه الثوري.

عبالباري طاهر:


الأستاذ عبدالباري طاهر النقيب الأسبق للصحفيين واحد أهم الرموز المحركة للثورة الشبابية أوضح في تصريح لـ (الوسط) أن هناك أسباب عددية كانت وراء تأخر الثورة منها أسباب ذاتية وأسباب نظرية وقال: في الأساس ان الساحات غير موحدة من ناحية وحدة الإرادة وادات الفعل وأما عن الجوانب النظرية فالعلاقة الملتبسة بين المشترك وشباب الثورة رهنت الفعل الثوري لصالح السياسة مما أدى إلى الضعف والهشاشة وعدم الاستجابة للفعل الثوري وكان يجب ان تكون هناك علاقة تتسم بالندية والتكافؤ وتغليب العمل للفعل الثوري لكن الذي حصل العكس فقد ارتهنت الساحات للعمل السياسي الضعيف والمعطل.


ايضاً التحاق مجموعة من القادة العسكريين وقادة الإسلام السياسي وشيوخ القبائل كان له جانب ايجابي وهو نصرة الثورة ولكن شيئا فشيئاً بدأ يفرض نفسه كحام للثورة وكمعبر عنها وأعاق الفعل الثوري، ايضاً استطاع النظام بخبث ودهاء شديدين أن يصور الأمر كما لو انه تمرد عسكري او تنازع بين اسر متنافسة واستطاع ايضاً ان يجر الطرف الأخر المناصر للثورة إلى معارك عسكرية وهذه العسكرية من اخطر العوائق وما يحصل في أرحب ونهم والحيميتين وتعز تعبير عن ان هذه الإرادة الشريرة للنظام تجر البلاد للعسكرية والحرب كما ان احتلال زنجبار عاصمة أبين مثل وجها فاجعاً من وجوه الإعاقة والإرباك، فهذه العوامل كلها أضافة الى التدخل السلبي لمجلس التعاون الخليجي وبالذات من السعودية إعاقة خطرة إضافة إلى تماهي الموقف الأمريكي إلى حد كبير وبصورة اقل الموقف الأوروبي مع السعودية معروف ان الموقف الأمريكي دائماً فيما يتعلق باليمن كان يتميز بصورة او بأخرى عن الموقف السعودي ولكنه هذه المرة تماهى تماماً مع الموقف السعودي في مواجهة الإرهاب والحوثيين والمعروف ايضاً ان الموقف السعودي وبعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي لا يريدون انتصاراً للثورة الشعبية في اليمن قد يفضلون رحيل صالح ولكنهم حريصون كحرص صالح نفسه على بقاء النظام وإلحاق الهزيمة النكراء بالثورة الشعبية السلمية.


خطر المعارك العسكرية


وعن دور القبيلة في الثورة الشبابية قال طاهر: للأمانة موقف القبيلة بصورة عامة ايجابي، القبيلة التي راهن عليها صالح لقمع الثورة الشعبية السلمية كدورها في التاريخ المعاصر قد استوعبت الدرس وعرفت ان مصالحها ومستقبلها مع الثورة وليس ضدها ومن هنا فقد وقفت إلى جانب الثورة ورفضت إغراءات صالح الانجرار لحرب أهلية مع وجود بعض الاستثناءات هنا وهناك ولعل اخطر ما في الأمر هو استمرار المعارك العسكرية في أرحب ونهم والجوف والحيمتين وتعز فهذه الحروب إذا استمرت قد تضعف الثورة السلمية وتقود البلاد باتجاه الافغنة والصوملة وهذا هو ما يهدد به صالح ويعد به نظامه منذ البدء.


الإرادة السعودية


وعن التشابه بين مطالب ثورة 48 التي كانت بهدف فرض نظام الدستورية الملكية ومساندة السعودية للإمام احمد في إجهاض الثورة ودورها اليوم في المبادرة الخليجية التي ترغب في المحافظة على نظام صالح قال طاهر: أن الإرادة السعودية هي نفس الإرادة ولكن هناك تبادلات كبيرة جداً عن ثورة 48، 55، 62م وهذه التبدلات هي ان هناك وعياً ثورياً هائلاً وفساداً واستبداداً في النظام يدفع بالملايين للنزول الى الشارع للمطالبة بإسقاط النظام ووجود رأي عام عربي ودولي ساخط لصالح الثورة، كما ان الموقف السعودي نفسه لم يعد موحداً ولا مؤثراً بذلك القدر كما كان عليه الحال في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات.


كما أن الوعي ايضاً في العربية السعودية ولد العديد من النخب السياسية والثقافة ولم يعد يقبل بالتدخل السعودي لصالح نظام صالح.
صحفية الوسط

زر الذهاب إلى الأعلى